لعبة الورق
جلست أمامة علي هذة المائدة المستديرة ستون عاما نلعب الورق
ستون عاما وأنا أتحمل إضاءة الغرفة الخافتة وفرش المائدة الأحمر وصمته الدائم
ستون عاما وأنا أراه بعباءته السوداء كالليل وعيونة القوية النافذة وإبتسامتة الساخرة اللامبالية
ستون عاما وأنا أربح.. دائما أربح.. ودائما يبتسم بركن فمه في إستهزاء وعدم أكتراث
في العشرين تعرفت علي هذة الفتاة الساذجة في الجامعة أحبتني وسلمتني نفسها ..وما ذنبي أن كانت هي ساذجة ..طبعا تخلصت منها ..في بطنها طفلي ..وماذنبي أنا..تقتل نفسها وتموت ولا يعرف أحد بقصتنا
أرجع إلية مسرعا فأجلس علي المائدة أعد أوراقي.. الصحة والشباب و الجمال...وأربح الجولة فأنا دائما أربح ودائما يبتسم
في الثلاثين أتعرف علي ذلك المقاول يقول لي هدية بسيطة فأقبلها وأزداد غني وأجعلة يربح المزاد..صفقة مهربة وأزداد غني..إحتكار سلعة وأزداد غني
أعود إلية وكلي ثقة.. أجلس علي المائدة فمعي ورقة رابحة وأعيد عد أوراقي ..الأن معي المال والصحة ..الأن أربح وهو يبتسم
في الأربعين تزوجت فلانة بنت فلان سليلة المجد والحسب..ولما لا فمعي المال ..أحببتها؟.. بالطبع لا..لقد فقدت أحساس الحب منذ زمن أوربما لم يكن موجودا لدي أصلا
أعود إلية الأن قد صار معي المال والصحة والحسب والنسب ..الأن أربح ومازال يبتسم
في الخمسين أتقلد ذلك المنصب المهم..كيف حدث هذا ..قليل من الرشوة وقليل من الوساطة وقليل من خيانة الأمانة يتم كل شئ ..يأتي لي الفقراء يشتكون فأصم أذني وأغمض عيني مالي أنا وكل هذه الشكوي..يأتي لي فلان بك فأقضي له مصالحة ويزداد نفوذي وتزداد ثروتي
أعود إلية وهو مازال جالسا في أنتظاري.. إن المكسب محقق وبالفعل أربح وأقهقه من الفرحة أما هو فيبتسم فقط يبتسم
في الستين يبلغ نفوذي حدا لا مثيل لة أنا المتحكم في حياتي أنا المتحكم في مصيري ومصير كل من حولي..أبناء فا سدين لا يهم فلم أجد الوقت الكافي لأربيهم ألا يكفي أني كنت أجمع لهم المال...مكروه ممن حولي لا يهم فالقوي دائما مكروه
أعود إلية لأجده في مكانه ينتظرني الأن أنا في قمة مجدي وعظمة سلطاني لايمكن إلا أن أربح فمعي كل الأوراق معي كل ما أحتاجة علي مائدة الدنيا الحمراء..المال والصحة والسلطة والحسب والنسب..نظرت إلي أوراقي لقد تعبت في جمعهم وضحيت بالكثير من أجل أن أربح وها أنا أربح فهل أنا سعيد؟..لا أعرف
أفقت من أحلامي علي صوته يضحك ويقهقه و في يدة ورقة واحدة ورقة سوداء
ولأول مرة يتكلم ويقول: الأن تخسر
وألقي بورقته الوحيدة اللتي كتب عليها
وعرفت أنني كنت أخسر منذ بدأت أن ألعب وعرفت سر أبتسامتة فهو دائما يربح في النهاية
ستون عاما وأنا أتحمل إضاءة الغرفة الخافتة وفرش المائدة الأحمر وصمته الدائم
ستون عاما وأنا أراه بعباءته السوداء كالليل وعيونة القوية النافذة وإبتسامتة الساخرة اللامبالية
ستون عاما وأنا أربح.. دائما أربح.. ودائما يبتسم بركن فمه في إستهزاء وعدم أكتراث
في العشرين تعرفت علي هذة الفتاة الساذجة في الجامعة أحبتني وسلمتني نفسها ..وما ذنبي أن كانت هي ساذجة ..طبعا تخلصت منها ..في بطنها طفلي ..وماذنبي أنا..تقتل نفسها وتموت ولا يعرف أحد بقصتنا
أرجع إلية مسرعا فأجلس علي المائدة أعد أوراقي.. الصحة والشباب و الجمال...وأربح الجولة فأنا دائما أربح ودائما يبتسم
في الثلاثين أتعرف علي ذلك المقاول يقول لي هدية بسيطة فأقبلها وأزداد غني وأجعلة يربح المزاد..صفقة مهربة وأزداد غني..إحتكار سلعة وأزداد غني
أعود إلية وكلي ثقة.. أجلس علي المائدة فمعي ورقة رابحة وأعيد عد أوراقي ..الأن معي المال والصحة ..الأن أربح وهو يبتسم
في الأربعين تزوجت فلانة بنت فلان سليلة المجد والحسب..ولما لا فمعي المال ..أحببتها؟.. بالطبع لا..لقد فقدت أحساس الحب منذ زمن أوربما لم يكن موجودا لدي أصلا
أعود إلية الأن قد صار معي المال والصحة والحسب والنسب ..الأن أربح ومازال يبتسم
في الخمسين أتقلد ذلك المنصب المهم..كيف حدث هذا ..قليل من الرشوة وقليل من الوساطة وقليل من خيانة الأمانة يتم كل شئ ..يأتي لي الفقراء يشتكون فأصم أذني وأغمض عيني مالي أنا وكل هذه الشكوي..يأتي لي فلان بك فأقضي له مصالحة ويزداد نفوذي وتزداد ثروتي
أعود إلية وهو مازال جالسا في أنتظاري.. إن المكسب محقق وبالفعل أربح وأقهقه من الفرحة أما هو فيبتسم فقط يبتسم
في الستين يبلغ نفوذي حدا لا مثيل لة أنا المتحكم في حياتي أنا المتحكم في مصيري ومصير كل من حولي..أبناء فا سدين لا يهم فلم أجد الوقت الكافي لأربيهم ألا يكفي أني كنت أجمع لهم المال...مكروه ممن حولي لا يهم فالقوي دائما مكروه
أعود إلية لأجده في مكانه ينتظرني الأن أنا في قمة مجدي وعظمة سلطاني لايمكن إلا أن أربح فمعي كل الأوراق معي كل ما أحتاجة علي مائدة الدنيا الحمراء..المال والصحة والسلطة والحسب والنسب..نظرت إلي أوراقي لقد تعبت في جمعهم وضحيت بالكثير من أجل أن أربح وها أنا أربح فهل أنا سعيد؟..لا أعرف
أفقت من أحلامي علي صوته يضحك ويقهقه و في يدة ورقة واحدة ورقة سوداء
ولأول مرة يتكلم ويقول: الأن تخسر
وألقي بورقته الوحيدة اللتي كتب عليها
... الموت ...
وعرفت أنني كنت أخسر منذ بدأت أن ألعب وعرفت سر أبتسامتة فهو دائما يربح في النهاية