Tuesday, July 24, 2007

لعبة الورق

جلست أمامة علي هذة المائدة المستديرة ستون عاما نلعب الورق
ستون عاما وأنا أتحمل إضاءة الغرفة الخافتة وفرش المائدة الأحمر وصمته الدائم
ستون عاما وأنا أراه بعباءته السوداء كالليل وعيونة القوية النافذة وإبتسامتة الساخرة اللامبالية
ستون عاما وأنا أربح.. دائما أربح.. ودائما يبتسم بركن فمه في إستهزاء وعدم أكتراث

في العشرين تعرفت علي هذة الفتاة الساذجة في الجامعة أحبتني وسلمتني نفسها ..وما ذنبي أن كانت هي ساذجة ..طبعا تخلصت منها ..في بطنها طفلي ..وماذنبي أنا..تقتل نفسها وتموت ولا يعرف أحد بقصتنا

أرجع إلية مسرعا فأجلس علي المائدة أعد أوراقي.. الصحة والشباب و الجمال...وأربح الجولة فأنا دائما أربح ودائما يبتسم

في الثلاثين أتعرف علي ذلك المقاول يقول لي هدية بسيطة فأقبلها وأزداد غني وأجعلة يربح المزاد..صفقة مهربة وأزداد غني..إحتكار سلعة وأزداد غني

أعود إلية وكلي ثقة.. أجلس علي المائدة فمعي ورقة رابحة وأعيد عد أوراقي ..الأن معي المال والصحة ..الأن أربح وهو يبتسم

في الأربعين تزوجت فلانة بنت فلان سليلة المجد والحسب..ولما لا فمعي المال ..أحببتها؟.. بالطبع لا..لقد فقدت أحساس الحب منذ زمن أوربما لم يكن موجودا لدي أصلا

أعود إلية الأن قد صار معي المال والصحة والحسب والنسب ..الأن أربح ومازال يبتسم

في الخمسين أتقلد ذلك المنصب المهم..كيف حدث هذا ..قليل من الرشوة وقليل من الوساطة وقليل من خيانة الأمانة يتم كل شئ ..يأتي لي الفقراء يشتكون فأصم أذني وأغمض عيني مالي أنا وكل هذه الشكوي..يأتي لي فلان بك فأقضي له مصالحة ويزداد نفوذي وتزداد ثروتي

أعود إلية وهو مازال جالسا في أنتظاري.. إن المكسب محقق وبالفعل أربح وأقهقه من الفرحة أما هو فيبتسم فقط يبتسم

في الستين يبلغ نفوذي حدا لا مثيل لة أنا المتحكم في حياتي أنا المتحكم في مصيري ومصير كل من حولي..أبناء فا سدين لا يهم فلم أجد الوقت الكافي لأربيهم ألا يكفي أني كنت أجمع لهم المال...مكروه ممن حولي لا يهم فالقوي دائما مكروه

أعود إلية لأجده في مكانه ينتظرني الأن أنا في قمة مجدي وعظمة سلطاني لايمكن إلا أن أربح فمعي كل الأوراق معي كل ما أحتاجة علي مائدة الدنيا الحمراء..المال والصحة والسلطة والحسب والنسب..نظرت إلي أوراقي لقد تعبت في جمعهم وضحيت بالكثير من أجل أن أربح وها أنا أربح فهل أنا سعيد؟..لا أعرف

أفقت من أحلامي علي صوته يضحك ويقهقه و في يدة ورقة واحدة ورقة سوداء
ولأول مرة يتكلم ويقول: الأن تخسر
وألقي بورقته الوحيدة اللتي كتب عليها

... الموت ...

وعرفت أنني كنت أخسر منذ بدأت أن ألعب وعرفت سر أبتسامتة فهو دائما يربح في النهاية

Sunday, July 15, 2007

مفيش فايدة

سيبوها تموت خلاص مفيش فايدة

هكذا قالها الطبيب المقيم بذلك المستشفي العام الكبير
هل هي قسوة قلب صنعتها أيام من العمل الشاق في هذا المجال . أم أن هذة القسوة هي جزء من شخصيته
هكذا قالت له خطيبتة السابقة عندما تشاجرا.. أنك قاسي قاسي جدا

لنعرف الحقيقة لنعود إلي الوراء بالزمن مدة ساعة واحدة فقط

سيارة الأجرة تتوقف أمام بوابة المستشفي بداخلها ذلك الطبيب الشاب و بجواره خطيبته والصمت يخيم عليهما
هي تخلع خاتم الخطبه من يدها وتخلع معها جزء من قلبها لتضعه في يدة

هي : مفيش فايدة يا حاتم بابا مصمم وأنت مخدتش أي خطوة إيجابية.. بابا مش عاجباه الشقة وأنا مقدرش أعارضه

حاتم : بالسهولة دي يبقي خلاص مفيش فايدة لو مش حتقفي جنبي يبقي مفيش فايدة

هي : أنا أسفه

حاتم : وأنا كمان

ينزل حاتم من سيارة الأجرة ويتجه للمستشفي قدماه لا تكاد تحملانه قلبه يدمي وروحه تتمزق خسارة لقد أحبها فعلا
يدخل الأستقبال ويتسلم العمل

صوت سيارة الأسعاف مسرعة تولول علي من ماتوا ومن سيموتوا بدا له صوتها اليوم كئيبا مقبضا لا يحتمل
المسعف يدفع بالسرير المتحرك وعلية أمرأة في الخمسين من عمرها فاقدة الوعي وفي حالة من نوبات الصرع العنيفة وخلفها زوجها يبكي كما الأطفال في حالة يرثي لها

الزوج مخاطبا حاتم في هلع :ألحقني يا دكتور مراتي أم بناتي دأنا مليش غيرها مين حيربي البنات من بعدها .ألحقني يا بيه أبوس أيديك

حاتم : أهدي يا بابا خلينا نشوف شغلنا حد يطلع الراجل ده بره

من نظره سريعه تبين له حقيقة الحالة ..الموقف لا يحتمل وكل دقيقة من التشنجات تحمل خطورة بالغة علي خلايا المخ

حاتم مناديا الممرضة :جهاز الضغط بسرعه

الممرضة تحضر جهاز الضغط بسرعة فقط ليكتشف حاتم أنه لا يعمل

حاتم ثائرا :أية ده عايز جهاز ضغط شغال حرام عليكم

الممرضة :ماأنت عارف يادكتور حاتم هو ده الجهاز الموجود عندنا أمكانيات المستشفي كدة

حاتم :أعوذ بالله قلنا ميت ألف مرة يصلحوه .. طيب أسحبوا عينة غازات بالدم بسرعة

الممرضة :مش شغال النهاردة يادكتور حاتم أصل الفني أجازة وقافل علي الجهاز في المعمل

حاتم :حرام عليكم طيب أنا أشتغل أزاي

وقام بتركيب خط وريدي حاول أولا بالدواء التقليدي اللذي لم يفلح أن يوقف التشنجات
طلب من الممرضة علاجا يعرف مسبقا أنه غير موجود

الممرضة :ما أنت عارف يادكتور مش موجود أحنا في أخر السنة المالية والطلبية الجديدة لسة موصلتش

هنا كان الضغط علي أعصابه لا يحتمل ..أنفجر بالصراخ في الجميع
حاتم : حرام عليكم يا بني أدمين.. والله ده كفر..أبعتوا الأهل يشتروا الدوا بسرعة

الممرضة: بس يادكتور أنت عارف ده غالي جدا وهم شكلهم ناس غلابه

حاتم صائحا في قمة الغضب :خلاص سيبوها تموت خلاص مفيش فايدة

يخلع القفازات الطبية ويترك المريضة وهي في حالة التشنجات ويتجه لغرفتة
يغلق الباب ويبكي ..يبكي بحرقه وحرارة.. من سنوات لم ليبكي هكذا ..من سنوات وهو يعمل ليل نهار ليوفر ثمن الشقة اللذي لايكتمل أبدا .. من سنوات وهو يتمني ويحلم فقط ليكتشف كم كان مغفلا..كم كان غرا ساذجا .. أنه لا يملك حتي في جيبه في الوقت الحالي ثمن الدواء اللذي تحتاجة هذة المريضة تعسة الحظ اللتي قررت أن تصاب بنوبة صرع في أخر السنة المالية

نظر إلا الدبله في يده وقال لنفسه :خلاص ياحاتم مفيش فايدة

هنا خطرت له فكرة جفف دموعه وخرج من الغرفة مسرعا
ذهب إلي زوج المريضة أعطاه الدبلة في يده وورقة بأسم الدواء في اليد الأخري

حاتم : أسمع اللي حقولك عليه ونفذه بسرعة لو عايز تنقذ حياة مراتك ..خد الدبلة دي وبعها ... حتلاقي جواهرجي قريب من البوابة قوله بس دكتور حاتم عايز يبيع دي.. تاخد تمنها وتجيب الدوا ده بسرعة من الصيدلية اللي جنبه
نظر الرجل له مندهشا وأنطلق عدوا ينفذ ما طلب منه

حاتم يبدأ في أعطاء الدواء للمريضة
دقائق وتتوقف التشنجات
زوج المريضة يحتضن حاتم ويقبله
إبتسامه خفيفة ترتسم علي شفتي حاتم..وسعادة خجوله تتحسس طريقها إلي قلبه
وهو يقول لنفسه بصوت مسموع

الحمد لله الظاهر كدة والله أعلم أن فيه فايدة


Thursday, July 12, 2007

أكتشف الأخطاء السبعة


سؤال برئ: ياتري لية السياحة مضروبة في مصر ؟؟





سؤال تاني برئ برضه :لية حوادث الطرق كتيرة في مصر ؟؟

Sunday, July 8, 2007

أنتصار الشر


"the only thing necessary for the triumph of evil is for good men to do nothing "

Edmund Burke ( 1729-97)

الشئ الوحيد الضروري لإنتصار الشر هو ألا يفعل الرجال الخيرون شيئا


Tuesday, July 3, 2007

عواجيز الفرح


أنا واحد صاحبي معرفوش قاعدين نتكلم علي المسنجر قوم أية لقيت موضوع كدة عنوانه محاولات مستميتة لاحياء "سي السيد" في مصر قومت بعتله اللينك بتاعه


خلاصة الموضوع أن بدأ يبقي فية في مصر جمعيات للمطالبة بحقوق الرجل وكفاية عليها المرأة بقي كدة بعد ما الراجل أتبهدل بهدلة وحشة قوي أتهامات وبهدلة في الأقسام والمحاكم وأخرتها ضرب كمان
قاموا الرجالة عملين جمعيات فعلية للمطالبة بحقوق الرجل
و قرأنا المقال ودار بيننا الحوار التالي

أنا : شفت ياخويا 38 بالمئة من الرجال في مصر يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم.

صاحبي اللي معرفوش : اه يا نا يا غلابة أحنا حنتجوز أزاي

أنا : لا يا عم أنا خايف

صاحبي : هههههههه ... أول حاجة لما تيجي تختار إنها تكون مسلوعة وقصيرة كده لا تعرف تضرب ولا تنيل

أنا : يعني أختارها صحتها علي أدها !!!

صاحبي : أيواااا

أنا : وعلي أية ياعمي مأحنا كدة مية فل وأربعتاشر

صاحبي : بس عشان الناس ما يقولوش علينا خايفين ولا حاجة

أنا : تفتكر

صاحبي : أيوة طبعا

أنا : طيب اتجوز أنت الأول أهو نجرب تلات أربع شهور كدة لو فضلت سليم أبقي أفكر أنا

صاحبي : طب حستنى شوية لما نشوف حينزل الصنف بتاع (أمييييييينة) ده ولا لأ عشان لو نزل ناخده مرة واحدة بدل ما نقعد نلبس ونقلع


أنا : ياريت والله الصنف دة كان مية مية.. لرايح فين ولا جاي منين.. ولا أن ليا رأي ولا حاجة

صاحبي :انا ما اقدرش اقول لك .. لأن بصراحة مشفتوش خاااااااااااااااالص

أنا : الله يخرب بيت التعليم اللي بوظ عقول البنات

صاحبي :ايوا يا خويا ..المشكلة إنهم لا بيتعلموا ولا نيلة يعني هي بحتتة الورقة دي تتنطط على الخلق وتقول لك بعد العلام ده كله حتقعدني في البيت اطبخ لك واغسلك أنت وولادك بلا نيلة اللي يشوف كده يقول اتعلمت في السوربون
أنا : تعرف أحنا عاملين كدة زي مين

صاحبي :زي مين

أنا : زي عواجيز الفرح أنا وأنت . عمالين نبكي علي أيام الزمن الجميل ومش عاجبنا الحال

صاحبي : أيوة فعلا . فاكر المبيت شو كان فيه اتنين عواجيز في البلكونة على طول(ستاتلر و ولدورف ) كانوا على طول مش عاجبهم حاجة كده ويتريقوا على كل حاجة ..أحنا دول

أنا : عندك حق أنا شايف كدة برضه


طبعا عايزين تعرفوا مين صاحبي دة .. لا ياجماعة مقدرش أقول دة أنا حتي معرفوش

ملحوظة : أرجوا من مدونات الجنس الناعم أنهم يمسكوا نفسهم في التعلقات وبلاش حدف طماطم حمضانة وبيض فاسد أرجوكوا المدونة مش ناقصة وتذكروا أن أنتوا الجنس الناعم وأن أحنا وحشيين خالص

المأسوف علي شبابة

سكتم بكتم

Monday, July 2, 2007

المصري حيفضل مصري

أتاحت لي الظروف العمل كطبيب في أحد المنتجعات السياحية لفترة مؤقتة والشغل مع الأجانب ياجماعة حاجة تانية خالص
لا محدش يفهمني غلط
بس أنا ححكي لكم شوية حواديت وأنتم تحكموا بنفسكم
راجل فرنساوي بس من أصل تونسي خواجة يعني تعب بشكل مفاجئ وأضطرتنا الظروف نحجزه في العناية المركزة ومن هنا بدأت الأتصالات تنزل ترف علي دماغي القنصل الفرنسي والملحق الطبي والتأمين الفرنساوي ومتهيألي أن كل واحد معدي في شارع الشانزلزيه أتصل بيا في اليوم الغريب ده .الكل بيسأل عن حالته بالتفصيل الممل ..
طبعا علي عادة التفكير المصري قلت لنفسي أكيد يا واد الراجل دة حاجة كبيرة قوي في فرنسا ويمكن يطلع قريب ساركوزي من نحية الأم..فسألت كدة من تحت لتحت لقيت أية يانهار نهار الراجل طلع موظف حكومة .. موظف حكومة عادي خالص مالص..
واللي يغيظ ويفرس أكتر أسمعوا دي .. التأمين بتاعة يبعتله طيارة خاصة تنقله فرنسا وياريت عادية إنما طيارة عناية مركزة ومعاها دكتور مشاء الله حاجة تفرح ممكن لو جه عندنا يمسك وزير صحة بعد يومين
وأنا بقي قعدت أعصر في دماغي علشان أفتكر الفرنساوي بتاع الثانوية العامة علشان أكلم الراجل الخواجة ده .. ومفتكرتش غير جملتيين كومن تا بل تي و التانية سل فو بلي بس الصراحة مش فاكر معناهم أية
الغريب في الموضوع أن الناس دول ياجماعة كانوا بيسألوا بحب حقيقي وتعاطف واضح مع المريض كفاية لوحده أنه يخلي أي مريض يخف
والحقيقة عرفت قد أية المواطن الأجنبي غالي عند بلده وعرفت لية هو بيحب بلدة
والسؤال لو الوضع معكوس يعني لو المريض ده مصري في فرنسا وليه تأمين في مصر وهو موظف حكومة عادي ياتري مين حيسأل عليه غير أمه اللي من كفر البطيخ !!!!
يلا بقي سلام
سكتم بكتم